تقسم هذه الأفعال إلى ثلاثة أقسام : " أفعال المقارنة ، والرجاء ، والشروع ".
أفعال المقارنة
هي : ( كاد ، و كرب ، و أوشك)، تدل هذه الأفعال عن قرب وقوع الحدث ، ونأخذ منها الأمثلة التالية : " كادت الأزمة تنفرج " ، و
" كاد الفجر يطل " ، و " أوشك الثوار أن ينتصروا" ، و " كرب المسافر يؤوب "، فالأفعال الناقصة (كرب ، و أوشك ، و كرب) تدل على قرب وقوع الخبر.
•أما (كاد): ففعل ناقص التصرف ، يستعمل منه (الماضي ، والمضارع )، إذ يقول في المثال الأتي:" تكاد الأهداف تتحقق" ، ونذكر مثالاً أيضاً في قول الله _ سبحانه وتعالى _: "يكاد البرق يخطف أبصارهم"، و أيضاً قال الله _عز وجل_ :"إذا أخرج يده لم
يكد يراها " ، وقال _سبحانه وتعالى _ :"من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم".
مقالات ذات صلة
•وأما(أوشك): فهو أيضاً ناقص التصرف ، ويأتي منه (الماضي ،
المضارع ، واسم الفاعل)، إذ ذكر في المثال قول الشاعر:
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا. إذ قيل :(هاتوا) أن يملوا ويمنعوا.
(و أوشكو):فعل مضارع ناقص يدل على المقاربة ، والواو ضمير متصل، مبني على السكون، في محل رفع اسمٌ للفعل الناقص ، والمصدر المؤول (أن)، والفعل المضارع (يمل) في محل نصب خبر، وقال الشاعر: " ويوشكو من فر من منيته. في بعض غراته يلاقيها", ف(يوشك):فعل مضارع ناقص ، وتقول :(أنت موشك أن تنتهي من عملك )، ف(موشك):خبرٌ للمبتدأ (أنت)، وهو اسم فاعل ناقص له اسمٌ وخبرٌ ، واسه ضمير مستتر تقديره (أنت)، يعود الى المبتدأ، وخبره المصدر الأول من (أن) ، والفعل المضارع تنتهي ،
ويمكن أن يأتي الفعل (أوشك) تاماً بمعنى الفعل (سرع) أو( قرب )،
تقول :" اللاعبان أوشك أن يتعبا" ، والتقدير:"أوشك تعبهما " ، والمعنى قرب تعبهما .
•أم (كرب): فهو بمعنى (كاد) ، وقد قل استعماله ، قال الشاعر :
" كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاةُ: هندٌ غضوب".
فالفعل (كرب) يدل على المقاربة ، واسمه (القلب)،وخبره جملة (يذوب).
أفعال الرجاء
(عسى ،حرى، واخلولق )، هذه الأفعال لا تدل على الزمن ، وأن كانت صيغتها صيغة الفعل الماضي ، وتدل على معنى الترجي والتوقع، فقد نقص منها الدلالة على الزمان ، تقول:(عسى الله يشفي المريض)، (وأخلولق المطر أن يهطل) ، (وحرى الهم أن يزول ) ، قال الشاعر : " عسى الكرب الذي أمسيت فيه. يكون ورائه فرج قريب " ، فمعنى (عسى) هو الرجاء واسمه (الكرب) وخبره جملة (يكون ورائه فرج قريب)، وتأتي (عسى)تامة بمعنى الفعل(قرب) فتكتفي بمرفوعها ، تقول الصديقان :"عسى أن يتصالحا"، والتقدير قرب تصالحهما .
ويمكن أن تكون مثل الحرف المشبه بالفعل (لعل) معنىً وعملاً إذا جاء بعدها ضمير نصب تقول :( عساني أزورك)، ف(عسى )هو حرف مشبه بالفعل واسمه الضمير ياء المتكلم وخبره (جملة أزورك).
•أما (أخلولق): يمكن أن تكون تامة مثل (عسى)، تقول :( المريضان أخلولق أن يشفيا) ، والتقدير أخلولق شفائهما ، واستخدام (أخلولق ) حرى قليل لا سيما في عصرنا أفعال الشروع ، (شرع، طفق، هب ، قام ، بدأ ، جعل ، أنبرا، أخذ ، أبتدأ ، وكل فعل يدل على الشروع والابتداء )، قال _تعالى_ :"وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة "، فالعل طفق يدل على الابتداء والشروع ، وألف التثنية ضمير متصل في محل رفع ، اسم للفعل الناقص (طفق)، خبره (جملة يخصفان ), وقال الشاعر:
" وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني ثوبي فأنهض نهض الشارب الثمل "، فالفعل(جعلت) فعل ماض ناقص يدل على الشروع ، والتاء ضمير في محل رفع ، اسمه، وجملة ( يثقلني)، في محل نصب ، خبره.
أخبار أفعال المقاربة والشروع والرجاء :
-لا يتقدم خبر هذه الأفعال عليها ، بل يجب أن يتأخر عنها، لأن الخبر ليس أسماً صريحاً.
-الحبر إما أن يكون جملة فعلية فعلها مضارع ، و إما أن يكون مصدراً مؤولاً من ( أن) والفعل لمضارع ، وفاعل الفعل المضارع غالباً ما يكون ضميراً مستتراً يعود إلى الاسم ، ومن الشاذ أن يأتي الخبر صريحاً ، قال الشاعر :
"فأبت إلى فهم وما كدت آئباً وكم مثلها فارقتها وهي تصفر " ، فقد جاء خبر (كدت) اسماً صريحاً هو (آئباً)،
وجاء في أمثال العرب : " عسى الغوير أبؤساً" ،فجاء خبر (عسى) اسماً صريحاً، وهذا شاذ .
-لا يجوز أن يسبق الفعل المضارع بعد أفعال الشروع ب(أن) المصدرية ، فخبر أفعال الشروع دائماً جملة فعلية فعلها مضارع ، والأصح ألا يقترن ب(أن) بعد الفعلين (كاد وكرب ) ، إلا في الضرورة الشعرية ، قال الشاعر :
" قد كاد من طول البلى أن يمصحا" ، فقد جاء خبر (كاد) مقترناً ب(أن) للضرورة الشعرية ، فالأصح ألا يقترن ب(أن) ، والأكثر أن يقترن ب(أن) بعد ( عسى ، وأوشك) ، ويجب أن يقترن ب(أن) بعد( أخلولق وحرى ) .
-لا يتوسط الخبر بين الفعل الناقص واسمه ، إذا كان الفعل المضارع مقترناً ب(أن)فإن وجد ما يشبه ذلك ، فليس الاسم المرفوع بعد الفعل المضارع المسبوق ب(أن) اسماً للفعل الناقص ؛ بل هو فعل للفعل المضارع ، واسم الفعل الناقص ضمير الشأن المحذوف ، تقول :" عسى أن يشفى المريض "، فاسم (عسى) ضمير الشأن المحذوف ، و(المريض) فاعل للفعل المضارع (يشفى) ، وسيي ذلك أن الحرف المصدري ( أن ) له الصدارة على ما بعده ، فلا يعمل ما قبله فيما بعده .