تعريفها
هي ستة أحرف مختصة بالدخول على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها ، وهذه الأحرف هي : ( أن ، إن ، كأن ، لكن ، ليت ، لعل )
إذاً هذه الأحرف لها عملان : النصب والرفع ، نقول مثلاً :( الله غفور رحيم ) فإذا دخل هذه الأحرف تصبح الجملة ( إن الله غفور رحيم ) ، حيث أصبح المبتدأ ( الله ) منصوباً
بالحرف المشبه بالفعل ( إن ) ، وبقي الخبر مرفوعاً ، لكن العامل فيه أصبح الحرف المشبه بالفعل وليس الابتداء
وقد سُميت بالأحرف المشبهة بالفعل لأن الأفعال لها عملان أيضاً هما الرفع والنصب ، أما أوجه التشابه بين هذه الأحرف والأفعال فتتمثل فيما يلي :
1- إن معانيها مشابها لمعاني الأفعال ، فالحرفان ( إن ، أن ) معناهما ، أؤكد ، و ( كأن ) معناها أُشِّبه ، و ( لكن ) معناها أستدرك ، و ( ليت ) معناها أتمنى ، و ( لعل ) معناها أرجو
مقالات ذات صلة
2- ألفاظها مقاربة لألفاظ الأفعال : فهي في معظمها تتألف من ثلاثة أحرف كالفعل الماضي الثلاثي المجرد ، كما أنها مبنية على الفتح ، وهي بذلك تماثل الفعل الماضي الذي يكون مبنياً على الفتح
3- اتصال نون الوقاية بها عندما تتصل بـ ( ياء المتكلم ) كما هو شأن الأفعال : تقول : ( إنني ، أنني ، كأنني ..... ) ، مثل : ( ضربني ، أكرمني ..... )
تجدر الإشارة إلى أن الأحرف المشبهة بالفعل المنتهية بنون مشددة : ( إن ، أن ، لكن ، كأن ) يجوز فيها تخفبف النون عند اتصالها بنون الوقاية ، فتحف النون الثانية كي لا تتوالى ثلاثة نونات ، فتقول : ( إني ، أني ، كأني ، لكني )
كما تجدر الإشارة إلى أن الحرف المشبه بالفعل ( لعل ) يكثر خلوه من نون الوقاية عند اتصاله بياء المتكلم ، وذلك عائد لكثرة حروفها ، وشاهدنا قول الشاعر :
وإني لمهد نظرة قبل التي لعلي وإن شطت نواها ، أزورها
موطن الشاهد : ( لعلي )
وجه الاستشهاد : فقد اتصلت ياء المتكلم بالحرف المشبه بالفعل ( لعل ) دون أن تفصل بينهما نون الوقاية ، وذلك لكثرة حروفها ، وهذا جائز .
وفي الإعراب نقول :
وإني : الواو بحسب ما قبلها ، إن : حرف مشبه بالفعل ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم ( إن )
لمهد : اللام مزحلقة ، مهد : خبر ( إن ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص
نظرة : مفعول به لاسم الفاعل ( مهد ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
قبل : مفعول فيع ظرف مكان ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو متعلق باسم الفاعل ( مهد ) ، وهو مضاف
التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه
لعلّي : لعل : حرف مشبه بالفعل وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم ( لعل )
( أزورها ) : جملة فعلية في محل رفع خبر ( لعل )
معاني الأحرف المشبهة بالفعل
إن ، أن
معناهما التوكيد كقوله تعالى ( إن الله غفور رحيم )
موطن الشاهد : إن الله غفور
وجه الاستشهاد : مجيء ( إن ) دالة على التوكيد
وفي الإعراب نقول :
إن : حرف مشبه بالفعل .
الله : لفظ الجلالة ، اسم ( إن ) منصوب وعلامة نصبه الفتحو الظاهرة على آخره
و( أن ) تحمل المعنى نفسه لكنها تختلف عن ( إن ) في : أنها تحول الجملة الاسمية بعدها إلى مصدر مؤول له محل من الإعراب ، فهو في محل نصب أو رفع أو جر ، أي أنها تعرب مع ما بعدها إعراب المفردات لا الجمل
- ومنه قولك : ( يسرني أنك ناجح )
يسرني : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به
أنك : أن : حرف مصدري مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسم ( أن ) ، ( ناجح ) : خبر ( أن ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والمصدر المؤول من ( أن ) وما بعدها في محل رفع فاعل للفعل ( يسرني ) والتقدير ( يسرني نجاحك )
كأن
ومعناها التشبيه والتوكيد وذلك لأن النحاة قالوا إنها مؤلفة في الأصل من حرفين هما كاف التشبيه ، و ( أن ) الدالة على التوكيد ، فعندما نقول : ( كأن زيداً أسد ) ، فالأصل : إن زيد كالأسد ، ثم قدموا حرف التشبيه الكاف للاهتمام به ففتحت همزة ( إن ) ، وأصبح مع ( أن ) حرفاً واحداً ( كأن ) ، ومعناها التشبيه والتوكيد
لكن
ومعناها الاستدراك ، وهو ابعاد معنى فرعي ممكن أن ينشأ من مفهوم الجملة السابقة ، تقول : ( زيد صديقي لكنه كثير المخالفة لي )
فلو قلت : ( زيد صديقي ) وتوقفت فإنه يتبادر إلى الذهن إنه يوافقك في كل الأمور ، فإن لم يكن كذلك استدركت فقلت : لكنه كثير المخالفة لي ، فـ ( لكن ) معناها الاستدراك ، وهذا يدل على أن ( لكن ) لا تأتي في بداية الكلام ، بل إنها بحاجة إلى كلام يأتي قبلها تبعد ما ينشأ عنه من مفاهيم يريد المتكلم إبعادها
وتدل على التوكيد إذا كان ما بعدها مفهوماً من الجملة السابقة ، فمثلاً يقول الطالب للمدرس : ( لم أفهم ما قلت ) ، فيجيب المدرس ( لو أصغيت لفهمت ، ولكنك لم تصغ )
فالأداة ( لكن ) معناها هنا التوكيد ، فهي تؤكد عدم الإصغاء ، وهو مفهوم من الجملة السابقة ( لو أصغيت لفهمت )
ليت
ومعناها التمني وهو الرغبة في تحقيق شيء محبب ، سواء أكان المتمنى ممكن الحصول أم غير ممكن الحصول
فمن الأول ( المتمنى ممكن الحصول ) قولك : ( ليتني أنجح في دراستي )
فـ ( ليت ) هنا حرف مشبه بالفعل معناه التمني لما هو ممكن الحصول
ومن الثاني ( المتمنى الغير ممكن الحصول ) قول الشاعر :
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
موطن الشاهد : ليت الشباب يعود
وجه الاستشهاد : أفادت ( ليت ) معنى التمني لما هو مستحيل الحصول
لعل
معناها التوقع ، وهو ينقسم إلى قسمين :
1- الرجاء : وهو توقع حصول أمر مرغوب فيه ، نحو قولك : ( لعل أخي عائد من السفر اليوم ، لعل المريض يشفى ) ، فعودة الأخ من السفر أمر مرغوب فيه ، وكذلك شفاء المريض
2- الإشفاق : وهو توقع حصول أمر مكروه ، نحو قولك : ( لعل الأحبة راحلون غداً )