المدّ والجزر
وهو تعاقب ارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر بسبب قوتي جذب القمر للأرض , حيث يتمتع القمر بقوة جذب للأرض تقوم بجذب الأرض وما عليها ولكنّها ضعيفة بحيث لا تؤثر على الأرض بالشكل الكبير , وهنا يرتفع مستوى سطح البحر عند المدّ ، وتتحرك المياه نحو اليابسة ، ويحدث العكس فى أثناء الجزر ، حيث ينخفض مستوى البحر ، وتتراجع المياه عن اليابسة .
تحدث ظاهرة المدّ لأن المناطق القريبة من القمر تتعرض للجذب بشكل أكبر من المناطق البعيدة عنه . ويؤدي الاختـلاف في تأثير جاذبية القمر على المناطق القريبة والبعيدة إلى حدوث انتفاخات في مياه محيطات الأرض . يقع أحد هذه الانتفاخات فـي المناطق المواجهة للقمر ، والآخر على الجانب المقابل. أما المناطق التـي لا تواجه القمر ولا تكون على الجانب المقابل فتتعرض إلى حدوث جزر في مياه البحار والمحيطات . وبسبب دوران الأرض حول نفسها تتغير مواقع المدّ والجزر بشكل مستمر .
وتكون ظاهرة المدّ والجزر أكثر وضوحاً في السواحل والخلجان الضيقة ، حيث قد ترتفع المياه خلالها عدة أقدام خلال ساعات قليلة ، وتنحسر قبل وصولها إلى الشاطئ .
في المحاق والبدر يعلو المدّ إلى أقصى حدوده وذلك لأن الشمس والقمر يكونان واقعين في جهة واحدة .
وتبلغ قوة جاذبية القمر أقصاها عند ظاهرة الكسوف عندما يكون القمر بين الشمس والأرض فيكون تأثيرهما المشترك على الأرض شديداً .
مقالات ذات صلة
وفي الأسبوعين الأول والثالث من الأشهر القمرية يحدث ما يسمى بالمد الخائر ، حيث يكون المد أضعف من المعتاد بسبب وقوع كل من الشمس والقمر على ضلعي زاوية قائمة رأسها عند مركز الأرض وبذلك تقلل جاذبية الشمس من تأثير جاذبية القمر .
أنواع المدّ والجزر
ينقسم المدّ والجزر عند حدوثه خلال اليوم لثلاثة أنواع وهي :
المدّ والجزر النصف يومي : وتحدث فيه ذروتان متساويتان من المدّ ، وحضيضان متساويان من الجزر .
المدّ اليومي : حيث تحدث فيه ذروة واحدة فقط للمدّ ، وحضيضان للجزر في اليوم .
المدّ المختلط : وهو الذي يحدث فيه مدّ واحد وجزر واحد .
تأثير الشمس على المدّ والجزر
للشمس دور هام في حدوث ظاهرتي المد والجزر ، نظراً لقوة الجذب التي تمتلكها , لكن تأثيرها يعادل نصف تأثير القمر لأنها أبعد منه .
وعندما يقع القمر والشمس والأرض على خط واحد ، يبلغ المد ارتفاعه الأقصى ، والجزر مستواه الأدنى . ويسمى هذا النوع ، مدّ وجرر الربيع . ويكون هذا النوع من المد بسبب اتحاد جاذبية كل من القمر والشمس ، وينتج عن ذلك قوى جذب كبيرة تؤثر فـي الأرض .
أما عندما تشكل كل من الشمس والأرض والقمر زاوية 90 , فيصبح المد أقل ، والجزر أعلى ، وهو ما يسمى المدّ المنخفض , إذ تقوم جاذبية الشمس في هذه الحالة بتقليص أثر جاذبية القمر .
تأثير المد والجزر على العوامل الجوية
يؤثر حدوث المد والجزر على مستويات الأمطار التي تهطل وعلى مستويات الضغط الجوي أيضاً ، ويؤدي إلى تغيرات عديدة فيها ولكنها تكون غير ملحوظة ، فعند اختلاف وضع القمر يكون هناك ارتفاع أو انخفاض في ضغط الهواء الجوي ، وحسب هذا تتأثر الرطوبة الجوية ، الأمر الذي قد يزيد أو يخفّض من نسبة الأمطار ، فكلما ازداد الضغط الجوي ازدادت الرطوبة وبالتالي سيزيد منسوب الأمطار .
تكرار حدوث ظاهرة المدّ والجزر
تتكرر ظاهرتا المدّ والجزر مرتين خلال اليوم بفعل حركة الأرض حول نفسها لمدة 24 ساعة التي ينتج عنها تعاقب الليل والنهار ، بينما حركة القمر تحتاج إلى سبعة وعشرين يوماً لاكتمالها ، وتؤثر حركة القمر في ظاهرتي المد والجزر من خلال تغيير وقت حدوثهما بأجزاء من الساعة يومياً .
أهمية ظاهرة المدّ والجزر
تكمن أهمية حدوث ظاهرة المدّ والجزر بكونهما يقومان بما يلي :
-تخليص مياه البحار والمحيطات من الشوائب والعوالق التي تكون عالقة بهما .
-كما أن ظاهرة المدّ والجزر يمكن أن تجلب معها الكثير من الأسماك وتتركها على الشواطئ مما يعود بفائدة كبيرة على الصيادين .
-وأيضاً تقوم حركة المد والجزر بالمساعدة على التكاثر وذلك بنقل بيوض الأسماك من مصبات الأنهار إلى البحار ، كما تنقل المغذيات من البحار إلى الأنهار .
-بالإضافة إلى أنها تقوم بتسهيل حركة الملاحة البحرية حيث أن السفن في ظاهرة المدّ تستطيع الإبحار من المناطق الضحلة .
-كما أنها عامل مساعد يفيد السفن والبواخر الكبيرة بالدخول إلى الموانئ .
-وأيضاً تساهم في عدم تجمد مياه البحار والمحيطات بسبب حركة الأمواج الدائمة .
-ويجدر بالذكر أننا يكننا الاستفادة من حدوث ظاهرة المدّ والجزر بتوليد الطاقة وهذا عامل مهم جداً .
توليد الطاقة من المدّ والجزر
بما أن المدّ والجزر ينتج عن تفاعلات الجذب بين الشمس والقمر والأرض , فإننا يمكننا توظيف هذه الظاهرة في توليد الطاقة والاستفادة منها , ولهذه الحادثة العديد من الخصائص , نذكر منها :
- تعد مصدراً متجدداً للطاقة .
- عند بناء السدود والقناطر التي تقوم بتوليد الطاقة , فهنا تستخدم كدرع حماية للسواحل .
- يمكن تقليل عملية استيراد الوقود من الدول الأخرى .
- مصدراً منافساً في توليد الطاقة لما لها من عمر طويل .
- لا تصدر أي غازات ضارة , لذلك يمكن اعتبارها صديقة للبيئة .
- يمكن تطوير أنظمة الطاقة من خلال سهولة التنبؤ بحدوثها .